﴿ قَصِيْدَةُ الْبُرْدَةِ ﴾
لِلشَّيْخِ الْإِمَامِ مُحَمَّدٍ الْبُوْصِيْرِى
﴿اَلْفَصْلُ الْأَوَّلُ : فِى الْغَزَلِ وَشَكْوَى الْغَرَامِ﴾
مَـوْلَايَ صَـلِّ وَسَـلِّمْ دَآئِـمًا أَبَـدًا
عَلَى حَـبِيْبِكَ خَـيْرِ الْخَـلْقِ كُـلِّهِمِ
هُوَ الْحَـبِيْبُ الَّـذِيْ تُرْجَى شَفَاعَتُهُ
لِكُـلِّ هَـوْلٍ مِنَ الْأَهْـوَالِ مُقْتَحِمِ
أَمِنْ تَذَكُّـرِ جِـيْرَانٍ بِذِى سَـلَمٍ
مَزَجْتَ دَمْعًا جَـرَى مِنْ مُـقْـلَةٍ بِدَمِ
أَمْ هَبَّتِ الرِّيْحُ مِنْ تِلْقَاءِ كَاظِمَةٍ
وَأَوْمَضَ الْبَرْقُ فِى الْظَلْمَآءِ مِنْ إِضَمِ
فَمَا لِعَيْنَيْكَ إِنْ قُلْتَ اكْفُفَا هَمَتَا
وَمَا لِقَلْبِكَ إِنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ
أَيَحَسَبُ الصَّبُّ أَنَّ الْحُبَّ مُنْكَتِمٌ
مَا بَيْنَ مُنْسَـجِمٍ مِنْهُ وَ مُضْـطَرِمِ
لَوْلَا الْهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعًا عَلَي طَلَلٍ
وَلَا أَرِقْتَ لِذِكْـرِ الْبَانِ وَ الْعَلَمِ
فَكَيْفَ تُنْكِرُ حُبًّا بَعْدَ مَا شَهِدَتْ
بِهِ عَلَيْكَ عُدُوْلُ الدَّمْعِ وَ السَّقَـمِ
وَأَثْبَتَ الْوَجْدُ خَطَّيْ عَبْرَةٍ وَضَنًى
مِثْلَ الْبَهَارِ عَلَى خَـدَّيْكَ وَ الْعَنَـمِ
نَعَمْ سَرَى طَيْفُ مَنْ أَهْوَى فَأَرَّقَنِى
وَ الْحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذَّاتَ بِالْأَلَـمِ
يَا لَا ئِمِى فِى الْهَوَى الْعُذْرِيِّ مَعْذِرَةً
مِـنّى إِلَيْكَ وَ لَوْ أَنْصَـفْتَ لَـمْ تَلُمِ
===============
عَدَتْكَ حَالِيَ لَاسِرِّى بِمُسْـتَتِرٍ
عَنِ الْوُشَــاةِ وَلَا دَائِى بِمُنْحَسِــمِ
مَحَّضْتَنِى النُّصْحَ لَكِنْ لَّسْتُ أَسْمَعُهُ
إِنَّ الْمُحِبَّ عَنِ الْعُذَّالِ فِى صَـمَمِ
إِنِّى اتَّهَمْتُ نَصِيْحَ الشَّيْبِ فِى عَذَلٍ
وَ الشَّيْبُ أَبْعَدُ فِى نُصْـحٍ عَنِ التُّهَمِ
﴿الْفَصْلُ الثَّانِى : فِى التَّحْذِيْرِ مِنْ هَوَى النَّفْسِ﴾
فَإِنَّ أَمَّارَتِى بِالسُّـوْءِ مَا اتَّعَـظَتْ
مِنْ جَهْلِهَا بِنَذِيْرِ الشَّـيْبِ وَ الْهَرَمِ
وَلَا أَعَدَّتْ مِنَ الْفِعْلِ الْجَمِيْلِ قِرَى
ضَيْفٍ أَلَمَّ بِرَأْسـِى غَيْرَ مُحْتَشِـمِ
لَوْ كُنْتُ أَعْـلَمُ أَنِّى مَا أُوَ قِّرُهُ
كَـتَمْتُ سِـرًّا بَدَا لِى مِنْهُ بِالْكَـتَمِ
مَنْ لِى بِرَدِّ جِمَاحٍ مِنْ غَـوَايَتِهَـا
كَـمَا يُرَدُّ جِمـَاحُ الْخَـيْلِ بِاللُّجُــمِ
فَلَا تَرُمْ بِالْمَعَاصِى كَسْرَ شَهْوَتِهَا
إِنَّ الطَّـعَامَ يُقَــوِّى شَـهْوَةَ النَّهِـمِ
وَالنَّفْسُ كَالطِّفْلِ إِنْ تُهْمِلْهُ شَبَّ عَلَى
حُبِّ الرَّضَاعِ وَ إِنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ
فَاصْرِفْ هَوَاهَـا وَحَاذِرْ أَنْ تُوَلِّيَهُ
إِنَّ الْهَوَى مَا تَوَلَّى يُصْـمِ أَوْ يَصِـمِ
وَرَاعِهَا وَهْـيَ فِى الْأَعْمَالِ سَآئِمَـةٌ
وَ إِنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ الْمَرْعَى فَلَاتُسِمِ
كَمْ حَسَّـنَتْ لَذّةً لِلْمَـرْءِ قَاتِلَةً
مِنْ حَيْثُ لَمْ يَدْرِ أَنَّ السُّمَّ فِى الدَّسَمِ
===============
وَاخْشَ الدَّسَائِسَ مِنْ جُوعٍ وَمِنْ شَبَعٍ
فَرُبَّ مَخْمَصَـةٍ شَـرٌّ مِنَ التُّخَــمِ
وَاسْتَفْرِغِ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قَدِ امْتَلَأَتْ
مِنَ الْمَحَـارِمِ وَ الْزَمْ حِمْيَةَ النَّدَمِ
وَخَالِفِ النَّفْسَ وَالشَّيْطَانَ وَاعْصِهِمَا
وَ إِنْ هُمَا مَحَّضَـاكَ النُّصْـحَ فَاتَّهِمِ
وَلَا تُطِعْ مِنْهُمَا خَصْـمًا وَلَاحَكَمًا
فَأَنْتَ تَعْرِفُ كَيْدَ الْخَصْمِ وَالْحَكَمِ
أَسْـتَغْفِرُ اللهَ مِنْ قَوْلٍ بِلَا عَمَلٍ
لَقَدْ نَسَـبْتُ بِهِ نَسْـلًا لِذِى عُقُمِ
أَمَرْتُكَ الْخَيْرَ لٰكِنْ مَا ائْتَمَرْتُ بِهِ
وَمَااسْـتَقَمْتُ فَمَا قَوْلِى لَكَ اسْـتَقِمِ
===============
وَلَا تَزَوَّدْتُ قَبْلَ الْمَـوْتِ نَافِلَةً
و لَمْ أُصَلِّ سِوَى فَرْضٍ وَ لَمْ أَصُمِ
﴿الْفَصْلُ الثَّالِثُ فِى مَدْحِ النَّبِيِّ ﴾
ظَلَمْتُ سُـنّةَ مَنْ أَحْـيَا الظَّلَامَ إِلىٰ
أَنِ اشْتَكَتْ قَدَمَاهُ الضُّرَّ مِنْ وَرَمِ
وَشَدَّ مِنْ سَـغَبٍ أَحْشَاءَهُ وَطَوٰى
تَحْتَ الْحِجَارَةِ كَشْحًا مُتْرَفَ الْأَدَمِ
وَرَاوَدَتْهُ الْجِبَالُ الشُّمُّ مِنْ ذَهَبٍ
عَنْ نَفْسِــهِ فَأَرَاهَا أَيَّمَا شَــمَمِ
وَأَكَّدَتْ زُهْـدَهُ فِيْهَـا ضَـرُوْرَتُهُ
إِنَّ الضَّرُوْرَةَ لَا تَعْدُوْ عَلَى الْعِصَـمِ
فَكَيْفَ تَدْعُوْ إِلَى الدّنْيَا ضَرُورَةُ مَنْ
لَوْلَاهُ لَمْ تُخْرَجِ الدُّنْيَا مِنَ الْعَدَمِ
مُحَـمَّدٌ سَـيِّدُ الْكَـوْنَيْنِ وَالثَّقَلَيْ
نِ وَ الْفَرِيْقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ
نَبِيُّـنَا الْآمِرُ النَّاهِى فَلَا أَحَـدٌ
أَبَـرَّ فِى قَوْلِ {لَا} مِنْهُ وَ لَا {نَعَمِ}
هُوَ الْحَـبِيْبُ الَّذِى تُرْجَى شَفَاعَتُهُ
لِكُلِّ هَوْلٍ مِنَ الْأَهْوَالِ مُقْتَحِــمِ
دَعَا إِلَى اللهِ فَالْمُسْـتَمْسِكُونَ بِهِ
مُسْتَمْسِكـُوْنَ بِحَبْلٍ غَيْرِ مُنْفَصِمِ
فَاقَ النَّبِيِّيْنَ فِى خَلْقٍ وَفِى خُـلُقٍ
وَلَـمْ يُدَانُوْهُ فِى عِـلْمٍ وَلَا كَــرَمِ
وَكُلُّهُـمْ مِنْ رَسُـولِ اللهِ مُلْتَـمِسٌ
غَرْفًا مِنَ الْبَحْرِ أَوْ رَشْفًا مِنَ الدِّيَمِ
===============
وَوَاقِفُـونَ لَدَيْهِ عِـنْدَ حَـدِّهِـمِ
مِنْ نُقْطَةِ الْعِلْمِ أَوْ مِنْ شَكْلَةِالْحِكَمِ
فَهْوَ الَّذِى تَــمَّ مَعْنَاهُ وَصُوْرَتُهُ
ثُمّ اصْطَـفَاهُ حَبِيـْبًا بَارِئُ النَّسَـمِ
مُنَزَّهٌ عَنْ شَرِيـكٍ فِى مَحَــاسِــنِهِ
فَجَوْهَرُ الْحُسْـنِ فِيْهِ غَيْرُ مُنْقَسِـمِ
دَعْ مَا ادَّعَتْهُ النَّصَارٰى فِى نَبِيِّهِمِ
وَاحْكُمْ بِمَا شِئْتَ مَدْحًا فِيْهِ وَاحْتَكِمِ
وَانْسُبْ إِلَى ذَاتِـهِ مَا شِئْتَ مِنْ شَرَفٍ
وَانْسُبْ إِلَى قَدْرِهِ مَا شِئْتَ مِنْ عِظَمِ
فَإِنَّ فَضْــلَ رَسُوْلِ اللهِ لَيْسَ لَهُ
حَــدٌّ فَيُعْـرِبَ عَنْهُ نَاطِـقٌ بِفَـمِ
===============
لَوْ نَاسَبَتْ قَـدْرَهُ أيَاتُــهُ عِظَمًا
أَحْيَااسْمُهُ حِيْنَ يُدْعٰى دَارِسَ الرِّمَمِ
لَمْ يَمْتَحِنَّا بِمَا تَعْيَا الْعُقُــوْلُ بِهِ
حِرْصًا عَلَيْنَا فَلَمْ نَرْتَـبْ وَلَمْ نَهِمْ
أَعْيَا الْوَرٰى فَهْمُ مَعْنَاهُ فَلَيْسَ يُرٰى
لِلْقُرْبِ وَ الْبُعْدِ فِيهِ غَيْرَ مُنْفَحِمِ
كَالشَّمْسِ تَظْهَرُ لِلْعَيْنَيْنِ مِنْ بُعُـدٍ
صَغِيْرَةً وَ تُكِـلُّ الطَّرْفَ مِنْ أَمَـمِ
وَكَـيْفَ يُدْرِكُ فِى الدُّنْـيَا حَقِيقَتَهُ
قَوْمٌ نِيَامٌ تَسَــلَّوْا عَـنْهُ بِالْحُــلُمِ
فَـمَبْلَغُ الْعِلْمِ فِيْـهِ أَنّهُ بَشَــــرٌ
وَ أَنَّهُ خَـــيْرُ خَلْــقِ اللهِ كُلِّـــهِمِ
===============
وَكُلُّ آيٍ أَتَى الرُّسْــلُ الْكِرَامُ بِهَا
فَــإِنّمَا اتَّصَــلَتْ مِنْ نُوْرِهِ بِـهِمِ
فَإِنَّهُ شَمْسُ فَضْــلٍ هُمْ كوَاكِبُــهَا
يُظْهِرْنَ أَنْوَارَهَا لِلنَّـاسِ فِى الظُّلَمِ
أَكْــرِمْ بِخَلْقِ نَبِيّ ٍ زَانَـهُ خُلـُـقٌ
بِالْحُسْنِ مُشْـتَمِلٍ بِالْبِشْـرِ مُتَّسِــمِ
كَالزَّهْـرِ فِى تَرَفٍ وَالْبَـدْرِ فِى شَـرَفٍ
وَالْبَحْرِ فِى كَـرَمٍ وَ الدَّهْرِ فِى هِمَـمِ
كَأَنَّهُ وَهُـوَ فَـرْدٌ مِـنْ جَلَالَـــــتِهِ
فِى عَسْكِرٍ حِيْنَ تَلْقَاهُ وَ فِى حَشَـمِ
كَأَنَّمَا اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُوْنُ فِى صَـدَفٍ
مِنْ مَعْـدِنَيْ مَنْطِقٍ مِنْهُ وَ مُبْتَسَـمِ
===============
لَا طِيْبَ يَعْدِلُ تُـرْبًا ضَمَّ أَعْظُمَهُ
طُوْبَ لِمُنْتَشِـقٍ مِـنْهُ وَ مُـلْتَثِــمِ
﴿الْفَصْلُ الرَّابِعُ : فِى مَوْلِدِهِ ﴾
أَبَانَ مَوْلِـدُهُ عَـنْ طِيْبِ عُـنْصُـرِهِ
يَا طِيْــبَ مُبْــتَدَإٍ مِنْهُ وَ مُخْتَتَــمِ
يَوْمٌ تَفَـرَّسَ فِيْـهِ الْفُـرْسُ أَنَّهُـمُ
قَدْ أُنْذِرُوْا بِحُلُولِ الْبُؤْسِ وَ النِّقَمِ
وَبَاتَ إِيْوَانُ كِـسْرٰى وَهُوَ مُنْصَدِعٌ
كَشَمْلِ أَصْحَابِ كِسْرٰى غَيْرَمُلْتَئِمِ
وَالنَّارُ خَامِدَةُ الْأَنْفَاسِ مِنْ أَسَـفٍ
عَلَيْهِ وَالنَّهْرُ سَاهِى الْعَيْنِ مِنْ سَدَمِ
وَسَآءَ سَـاوَةَ أَنْ غَاضَـتْ بُحَيْرَتُهَا
وَ رُدَّ وَارِدُهَا بِالْغَيْظِ حِــيْنَ ظَـمِيْ
كَأَنَّ بِالنَّـارِ مَا بِالْمَــآءِ مِنْ بَلَلٍ
حُزْنًا وَ بِالْمَآءِ مَا بِالنّارِ مِنْ ضَـرَمِ
وَالْجِـنُّ تَهْـتِفُ وَ الْأَنْوَارُ سَـاطِعَةٌ
وَالْحَقُّ يَظْهَرُ مِنْ مَعْنًى وَ مِنْ كَلِـمِ
عَمُوْا وَ صَمُّوْا فَإِعْلَانُ الْبَشَائِرِ لَمْ
تُسْمَعْ وَ بَارِقَةُ الْإِنْذَارِ لَمْ تُشَــمِ
مِنْ بَعْـدِ مَا أَخْبَرَ الْأَقْوَامَ كَاهِنُهُـمْ
بِأَنَّ دِيْنَــهُمُ الْمُعَــوَّجَ لَمْ يَقُــمِ
وَبَعْدَ مَا عَايَنُوْا فِى الْأُفْقِ مِنْ شُهُبٍ
مُنْقَضَّةٍ وَفْقَ مَافِى الْأَرْضِ مِنْ صَنَمِ
حَتَّى غَدَا عَنْ طَرِيقِ الْوَحْيِ مُنْهَزِمٌ
مِنَ الشَّـيَاطِيْنِ يَقْفُوْ إِثْرَ مُنْهَــزِمِ
===============
كَأَنَّهُمْ هَـرَبًا أَبْطَـالُ أَبْـرَهَــــةٍ
أَوْ عَسْكَرٌ بِالْحَصٰى مِنْ رَاحَتَيْهِ رُمِيْ
نَبْذًا بِـهِ بَعْـدَ تَسْبِيحٍ بِبَطْنِــهِمَا
نَبْذَ الْمُسَبِّحِ مِنْ أَحْشَآءِ مُلْتَقِـــمِ
﴿الْفَصْلُ الْخَامِسُ : فِى مُعْجِزَاتِهِ ﴾
جَآءَتْ لِدَعْوَتِهِ الْأَشْجَارُ سَـاجِدَةً
تَمْشـِى إِلَيْـهِ عَلَى سَـاقٍ بِلَا قَــدَمِ
كَأَنَّ مَا سَطَرَتْ سَطْرًا لِمَا كَـتَبَتْ
فُرُوْعُهَا مِنْ بَدِيْعِ الْخَطِّ فِى اللَّـقَـمِ
مِـثْلَ الْغَمَامَةِ أَنَّى سَـارَ سَـآئِرَةً
تَـقِيْهِ حَرَّ وَطِيْسٍ لِلْهَجِـيِرِ حَـمِي
أَقْسَـمْتُ بِالْقَمَرِ الْمُنْشَـقِّ إِنَّ لَهُ
مِنْ قَلْبِـهِ نِسْـبَةً مَبْرُوْرَةَ الْقَسَــمِ
وَمَا حَوَى الْغَارُ مِنْ خَيْرٍ وَمِنْ كَرَمِ
وَكُـلُّ طَرْفٍ مِنَ الْكُفَّارِ عَنْهُ عَمِيْ
فَالصِّدْقُ فِى الْغَارِوَالصِّدِّيْقُ لَمْ يَرِمَا
وَهُــمْ يَقُـوْلُونَ مَا بِالْغَارِ مِنْ أَرِمِ
ظَنُّوْا الْحَمَامِ وَظَنُّوْا الْعَنْكَـبُوتَ عَلَى
خَيْرِ الْبَـرِيَّةِ لَمْ تَنْسُـجْ وَ لَمْ تَحُــمِ
وِقَايَةُ اللهِ أَغْـنَتْ عَنْ مُضَـاعَفَةٍ
مِنَ الدُّرُوْعِ وَ عَنْ عَالٍ مِنَ الْأُطُـمِ
مَاسَامَنِى الدَّهْرُ ضَيْمًا وَاسْتَجَرْتُ بِهِ
إِلَّا وَ نِلْتُ جِـوَارًا مِنْهُ لَمْ يُضَــمِ
لَا تُـنْكِـرِ الْـوَحْيَ مِــنْ رُؤيَاهُ إنَّ لَـهُ
قَلْبًا إِذَا نَامَــتِ الْعَيْنَانِ لَمْ يَـنَــمِ
===============
فَذٰاكَ حِيْـنَ بُلُـوغٍ مِن نُـبُــوَّتِـهِ
فَلَيْسَ يُنكَرُ فِيْهِ حَـالُ مُحْـتَلِــمِ
تَبَــارَكَ اللهُ ما وَحْيٌ بِمُكْـتَسَــبِ
وَ لَا نَبـِيٌّ عَـلَى غَـيْـبٍ بِـمُتَّــهَمِ
كَمْ أَبْـرَأَتْ وَصِبًا بِاللَّمْسِ رَاحَتُهُ
وَأَطْلَــقَتْ أَرِبًا مِنْ رِبْقَةِ اللَّــمَمِ
وَأَحْيَتِ السَّـنَةَ الشَّهْبَآءَ دَعْـوَتُهُ
حَتّٰى حَكَتْ غُرَّةً فِى الْأَعْصُرِالدُّهُمِ
بِعَارِضٍ جَادَ أَوْ خِلْتَ الْبِطَاحَ بِهَـا
سـيْبٌ مِنَ الْيَمِّ أَوْ سَيْلٌ مِنَ الْعَرِمِ
﴿الْفَصْلُ السَّادِسُ : فِى شَـرَفِ الْـقُرْآنِ وَمَدْحِهِ﴾
دَعْـنِى وَوَصْـفِـيَ آيَـاتٍ لَهُ ظَهَرَتْ
ظُهُوْرَ نَارِ الْقِـرَى لَــيْلًا عَلَى عَلَمِ
فَالـدُّرُّ يَزْدَادُ حُسْـنًا وَهُـوَ مُنْتَظِمٌ
وَلَيْسَ يَنْـقُـصُ قَدْرًا غَـيْرَ مُنْتَظِمِ
فَمَا تَطَاوُلُ آمَـــالِ الْمَـدِيـْحِ إِلَى
مَا فِيهِ مِنْ كَرَمِ الْأَخْلَاقِ وَ الشِّـيَمِ
آيَـاتُ حـقٍّ مِنَ الرَّحْمٰنُ مُحْـــدَثَةٌ
قَدِيْمَةٌ صِفَةُ الْمَوْصُـوْفِ بِالْــقِدَمِ
لَـمْ تَقْـتَرِنْ بِزَمَانٍ وَ هْـيَ تُخْبِـرُنَا
عَنِ الْمَعَـادِ وَ عَـنْ عَادٍ وَ عَنْ إِرَمِ
دَامَـتْ لَدَيْنَا فَفَـاقَتْ كُلَّ مُعْجِـزَةٍ
مِنَ النَّبِيِّيْنَ إِذْ جَـآءَتْ وَ لَمْ تَـدُمِ
مُحَكَّمَاتٌ فَمَــا تُبْقِيْنَ مِنْ شُـــبَهٍ
لِذِى شِقَاقٍ وَ لَا تَبْغِيْنَ مِنْ حَكَــمِ
===============
مَا حُوْرِبَتْ قَـطُّ إِلَّا عَادَ مِنْ حَرَبٍ
أَعْدَى الْأَعَادِى إِلَيْها مُلْقِيَ السَّلَمِ
رَدَّتْ بَلَاغَـتُهَا دَعْـوٰى مُعَارِضِهَا
رَدَّ الْغَــيُوْرِ يَدَ الْجَانِى عَنِ الْحُـرَمِ
لَهَا مَعَـانٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ فِى مَدَدٍ
وَفَوْقَ جَوْهَرِهِ فِى الْحُسْنِ وَ الْقِـيَمِ
فَـلَا تُعَدُّ وَ لَا تُحْصٰـى عَجَـائِبُهَا
وَ لَا تُسَامُ عَـلَى الْإِكْـثَارِ بِالـسَّأَمِ
قَـرَّتْ بِهَا عَـيْنُ قَارِيْهَا فَقُلْتُ لَـهُ
لَقَـدْ ظَفِـرْتَ بِحَبْلِ اللهِ فَاعْتَصِمِ
إِنْ تَـتْـلُهَا خِيْفَةً مِـنْ حَرِّ نَارِ لَظَى
أَطْفَأْتَ حَرَّ لَظىٰ مِنْ وِرْدِهَا الشَّبِمِ
==============
كَأَنَّهَا الْحَوْضُ تَبْيَـضُّ الْـوُجُوهُ بِهِ
مِنَ الْعُصَاةِ وَ قَدْ جَآءُوْهُ كَالْحُمَمِ
وَ كَالصِّـرَاطِ وَ كَالْمِيْزَانِ مَعْــدِلَةً
فَالْقِسْطُ مِنْ غَيْرِهَا فِى النَّاسِ لَمْ يَقُمِ
لَا تَعْجَبَنْ لِحَسُـوْدٍ رَاحَ يُـنْكِرُهَا
تَجَاهُلًا وَ هْـوَ عَيْنُ الْحَاذِقِ الْفَهِـمِ
قَدْ تُنْكِرُالْعَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رَمَدٍ
وَ يُنْكِرُ الْفَمُ طَعْمَ الْمَآءِ مِنْ سَقَمِ
﴿الْفَصْلُ السَّابِعُ : فِى إِسْرَائِهِ وَمِعْرَاجِهِ ﴾
يَا خَيْرَ مَـنْ يَمَّمَ الْعَـافُوْنَ سَاحَتَهُ
سَـعْيًا وَ فَوْقَ مُـتُوْنِ الْأَيْنُقِ الرُّسُمِ
وَمَـنْ هُوَ الْآيَـةُ الْـكُبْرٰى لِمُعْتَبِـرٍ
وَ مَنْ هُوَ النِّعْمَةُ الْعُـظْمَى لِمُـغْتَنِمِ
سَـرَيْتَ مِنْ حَرَمٍ لَـيْلًا إِلَى حَـرَمٍ
كَمَا سَرَى الْبَدْرُ فِى دَاجٍ مِنَ الظُّلَمِ
وَبِتَّ تَـرْقَى إِلَى أَنْ نِلْتَ مَنْـزِلَـةً
مِنْ قَابِ قَوْسَـيْنِ لَمْ تُدْرَكْ وَ لَمْ تَرُمِ
وَ قَـدَّمَـتْـكَ جَمِيْعُ الْأَنْبِيَآءِ بِهَـا
وَ الرُّسْـلِ تَـقْدِيْمَ مَخْدُومٍ عَلَى خَدَمِ
وَ أَنْتَ تَخْتَـرِقُ السَّـبْعَ الطِّبَاقَ بِهِمْ
فِى مَوْكِبٍ كُنْتَ فِيهِ صَاحِبَ الْعَلَمِ
حَتّٰى إِذَا لَمْ تَدَعْ شَـأْوًا لِمُسْـتَبِقٍ
مِنَ الـدُّنُوِّ وَلَا مَــرْقًى لِمُـسْــتَنِـمِ
خَفَضْتَ كُلَّ مَـقَـامٍ بِالْإِضَــافَةِ إِذْ
نُوْدِيْتَ بِالرَّفْـعِ مِثْلَ الْمُـفْرَدِ الْعَـلَمِ
===============
كَـيْمَا تَفُوْزَ بِوَصْــلٍ أَيِّ مُسْـتَتِرٍ
عَنِ الْعُــيُونِ وَ سِـرٍّ أَيِّ مُكْــتَتِمِ
فَحُزْتَ كُـلَّ فَخَارٍ غَيْرَ مُشْـــتَرَكٍ
وَجُزْتَ كُلَّ مَـقَامٍ غَـيْرَ مُـزْدَحَــمِ
وَجَـلَّ مِـقْدَارُ مَا وُلِّيْتَ مِنْ رُتَبٍ
وَ عَـزَّ إِدْرَاكُ مَا أُوْلِيْتَ مِنْ نِعَــمِ
بُشْـرٰى لَنَا مَعْشَـرَ الْإِسْـلَامِ إِنَّ لَنَا
مِنَ الْعِنَايِةِ رُكْـنًا غَــيْرَ مُنْهَــدِمِ
لَـمَّا دَعَـا اللهُ دَاعِــينَا لِطَاعَـتِهِ
بِأَكْـرَمِ الرُّسْـلِ كُـنَّا أَكْـرَمَ الْأُمَـمِ
﴿الْفَصْلُ الثَّامِنُ: فِى جِهَادِ النَّبِيِّ ﴾
رَاعَتْ قُلُوبَ الْعِدَى أَنْبَاءُ بِعْـثَـتِهِ
كَنَبْأَةٍ أَجْفَلَتْ غُفْلًا مِـنَ الْغَنَـمِ
مَا زَالَ يَلْـقَاهُـمُ فِى كُـلِّ مُعْـتَرَكٍ
حَتّٰى حَكَوْا بِالْقَنَا لَحْمًا عَلَى وَضَـمِ
وَدُّوْا الْفِـرَارَ فَـكَادُوْا يَـغْـبِطُونَ بِهِ
أَشْلَآءَ شَالَتْ مَعَ الْعِـقْبَانِ وَ الرَّخَمِ
تَمْضِى اللَّيَالِى وَ لَا يَـدْرُوْنَ عِدَّتَهَا
مَا لَمْ تَكُنْ مِنْ لَيَالِى الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ
كَأَنَّمَا الدِّيْنُ ضَيْفٌ حَلَّ سَاحَتَهُمْ
بِكُلِّ قَـرْمٍ إِلَى لَحْـمِ الْعِدَى قَرِمِ
يَجُـرُّ بَحْـرَ خَمِـيْسٍ فَـوْقَ سَــابِحَةٍ
يَــرْمِى بِمَـوْجٍ مِنَ الْأَبْطَالِ مُلْتَطِمِ
مِنْ كُـلِّ مُنْتَدِبٍ للهِ مُحْتَـسِـــبٍ
يَسْطُوْ بِمُسْتَأْصِلٍ لِلكُفْرِ مُصْطَلِمِ
===============
حَتّٰى غَدَتْ مِـلَّةُ الْإِسْلَامِ وَهْيَ بِهِمْ
مِنْ بَعْدِ غُـرْبَتِهَا مَوْصُـولَةَ الرَّحِـمِ
مَكْفُـوْلَةً أَبَـدًا مِنْهُمْ بِخَــيْرِ أَبٍ
وَخَــيْرِبَعْلٍ فَلَـمْ تَيْتَــمْ وَ لَمْ تَئِــمِ
هُمُ الْجِبَالُ فَسَلْ عَنْهُمْ مُصَادِمَهُمْ
مَاذَا رَأَى مِنْـهُمُ فِى كُلِّ مُصْـطَدَمِ
وَ سَلْ حُنَيْنًا وَسَلْ بَدْرًا وَ سَلْ أُحُدًا
فُصُولَ حَتْفٍ لَهُمْ أَدْهٰى مِنَ الْوَخَمِ
الْمُصْدِرِى الْبِيْضِ حُمْرًا بَعْدَ مَاوَرَدَتْ
مِنَ الْعِدَى كُـلَّ مُسْوَدٍّ مِنَ اللِّـمَمِ
وَالْكَاتِبِيْنَ بِسُمْرِ الْخَـطِّ مَا تَرَكَـتْ
أَقْلَامُهُمْ حَرْفَ جِسْمٍ غَيْرَ مُنْعَجِمِ
================
شَاكِى السِّلَاحِ لَهُمْ سِـيْمَا تُمَيِّزُهُمْ
وَالْوَرْدُ يَمْــتَازُ بِالسِّيْمَا مِنَ السَّلَمِ
تُهْدِى إِلَيْكَ رِيَاحُ النَّصْرِنَـشْـرَهُمُ
فَتَحْسَبُ الزَّهْرَفِى الْأَكْمَامِ كُلَّ كَمِى
كَأَنَّهُمْ فِى ظُهُورِ الْخَيْـلِ نَبْتُ رُبًــا
مِنْ شِدَّةِ الْحَـزْمِ لَا مِنْ شِدَّةِ الْحُزُمِ
طارَتْ قُلُوبُ الْعِدَى مِنْ بَأْسِهِمْ فَرَقًا
فَمَا تُفَــرِّقُ بَيْنَ الْبَهْــمِ وَالْبُهَـــمِ
وَمَنْ تَكُنْ بِرَسُـولِ اللهِ نَصْـرَتُهُ
إِنْ تَلْـقَهُ الْأُسْــدُ فِي آجَـامِهَا تَجِـمِ
وَلَنْ تَرٰى مِنْ وَلِـيٍّ غَيْرِ مُنْتَصِرٍ
بِهِ وَ لَا مِنْ عَـدُوٍّ غَـيْرِ مُنْقَـصِـمِ
===============
أَحَـلَّ أُمَّــتَهُ فِى حِــرْزِ مِلَّـــتِهِ
كَاللَّيْثِ حَـلَّ مَعَ الْأَشْبَالِ فِى أَجَـمِ
كَمْ جَدّلَتْ كَلِمَاتُ اللهِ مِنْ جَدَلٍ
فِيْهِ وَكَمْ خَصَمَ الْبُرْهَانُ مِنْ خَصِمِ
كَـفَاكَ بِالْعِلْمِ فِى الْأُمِّـيِّ مُعْجِزَةً
فِى الْجَـاهِلِيَّةِ وَ التَّأْدِيْبِ فِى الْيُتُـمِ
﴿الْفَصْلُ التَّاسِعُ : فِى التَّوَسُّلِ بِالنَّبِيِّ ﴾
خَــدَمْتُهُ بِـمَدِيْحٍ أَسْــتَقِيْلُ بِـــهِ
ذُنُوبَ عُمْرٍمَضَى فِى الشِّعْرِ وَ الخِدَمِ
إِذْ قَـلَّدَانِيَ مَا تُخْــشَى عَوَاقِبُــــهُ
كَـأَنَّنِى بِــهِمَا هَـدْىٌ مِنَ النَّعَــمِ
أَطَعْتُ غَـيَّ الصِّـبَا فِى الْحَــالَتَيْنِ
وَمَا حَصَلْتُ إِلَّا عَلَى الْآثَامِ وَ النَّدَمِ
فَيَا خَسَــارَةَ نَفْسٍ فِى تِجَـــارَتِهَا
لَمْ تَشْــتَرِ الدِّيْنَ بِالدُّنْـيَا وَ لَمْ تَسُمِ
وَ مَنْ يَبِعْ آجِــلًا مِنْهُ بِعَاجِــلِهِ
يَبِنْ لَهُ الْغَــبْنُ فِى بَيْـعٍ وَ فِى سَــلَمِ
إِنْ آتِ ذَنْبًا فَمَا عَهْدِى بِمُنْتَقِضٍ
مِنَ الــنَّبِيِّ وَ لَاحَــبْلِى بِمُنْصَــرِمِ
فَإِنَّ لِى ذِمَّـــةً مِـنْهُ بِتَسْـــمِيَتِى
مُحَـمَّدًا وَ هْـوَ أَوْفَى الْخَلْقِ بِالذِّمَـمِ
إِنْ لَمْ يَكُنْ فِى مَعَادِى آخِذًا بِيَدِى
فَـضْــلًا وَ إِلَّا فَقُلْ يَازَلَّــةَ الْقَدَمِ
حَاشَاهُ أَنْ يَحْرِمَ الرَّاجِى مَكَـارِمَهُ
أَوْ يَرْجِــعَ الْجَــارُ مِنْهُ غَـيْرَ مُحْتَرَمِ
===============
وَ مُـنْذُ أَلْزَمْـتُ أَفْكَارِى مَـدَائِحَهُ
وَجَــدْتُهُ لِخَـلَاصِى خَـيْرَ مُلْــتَزِمِ
وَ لَنْ يَفُوتَ الْغِـنٰى مِنْهُ يَدًا تَرِبَتْ
إِنَّ الْحَيَا يُنْبِتُ الْأَزْهَارَ فِى الْأَكَــمِ
وَلَمْ أُرِدْ زَهْرَةَ الدُّنْيَا الَّتِى اقْـتَطَفَتْ
يَدَا زُهَــيْرٍ بِـمَا أَثْـنَى عَـلَى هَــرَمِ
﴿الْعَاشِرُ : فِى الْمُنَاجَاةِ وَعَرْضِ الْحَاجَاتِ﴾
يَا أَكْــرَمَ الْخَلْـقِ مَالِى مَنْ أَلُـوذُبِهِ
سِوَاكَ عِنْدَ حُلُـوْلِ الْحَادِثِ الْعَمِـمِ
وَلَنْ يَضِيْقَ رَسُولَ اللهِ جَاهُـكَ بِى
إِذَا الْـكَرِيِمُ تَجَـلَّى بِاسْــمِ مُنْتَقِــمِ
فَإِنَّ مِنْ جُـودِكَ الدُّنْيَا وَ ضَــرَّتَهَا
وَ مِنْ عُلُومِكَ عِلْمَ اللَّوْحِ وَ الْقَلَمِ
يَا نَفْسُ لَا تَقْنَطِى مِنْ زَلَّةٍعَظُمَتْ
إِنَّ الْكَبَآئِرَ فِى الغُـفْرَانِ كَاللَّـمَمِ
لَعَـلَّ رَحْمَةَ رَبِّى حِيْنَ يَقْسِــمُهَا
تَأْتِى عَلَى حَسَبِ الْعِصْيَانِ فِى الْقِسَمِ
يَا رَبِّ وَاجْعَلْ رَجَآئِى غَيْرَمُنْعَكِسٍ
لَدَيْكَ وَاجْعَلْ حِسَابِى غَـيْرَ مُنْخَـرِمِ
وَالْطُفْ بِعَبْدِكَ فِى الـدَّارَيْنِ إِنَّ لَهُ
صَـبْرًا مَـتَى تَدْعُهُ الْأَهْـوَالُ يَنْهَزِمِ
وَ أْذَنْ لِسُحْبِ صَلَاةٍ مِنْكَ دَائِمَةٍ
عَلَى النَّــبِيِّ بِمُنْهَــلٍّ وَ مُنْسَــجِمِ
مَا رَنَّحَتْ عَذَبَاتِ الْبَانِ رِيْـحُ صَبًا
وَأَطْرَبَ الْعِيْسَ حَادِى الْعِيْسِ بِالنَّغَمِ
===============
ثُمَّ الرِّضَا عَنْ أَبِى بَكْرٍوَعَنْ عُمَرٍ
وَعَنْ عَلِيٍّ وَعَنْ عُثْمَانَ ذِى الْكَرَمِ
وَ الْآلِ وَ الصَّحْبِ ثُمَّ التَابِعِيْنَ فَهُمْ
أَهْـلُ التُّقَى وَ النَّقَا وَالحِلْمِ وَ الْكَرَمِ
يَا رَبِّ بِالْمُصْطَفَى بَلِّغْ مَقَاصِدَنَا
وَ اغْفِرْ لَنَا مَا مَضَى يَاوَاسِعَ الْكَرَمِ
وَ اغْفِرْ إِلٰهِى لِكُـلِّ الْمُسْلِمِينَ بِمَا
يَتْلُوْنَ فِى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَفِى الْحَرَمِ
بِجَــاهِ مَنْ بَيْـتُهُ فِى طَيْبَةٍ حَــرَمٌ
وَ اسْمُهُ قَسَـمٌ مِنْ أَعْظَمِ الْقَسَـمِ
وَهَـذِهِ بُرْدَةُ المُخْتَارِ قَـدْ خُتِمَتْ
وَ الْحَــمْدُ للهِ فِى بَـدْءٍ وَ فِى خَــتَمِ
===============
أَبْيَاتُهَا قَدْ أَتَـتْ سِتِّيْنَ مَعْ مِـائَةٍ
فَرِّجْ بِهَا كَـرْبَنَا يَا وَاسِـعَ الْكَـرَمِ[1]
آمِيْنَ....
===============
No comments:
Post a Comment
Terima kasih telah mengunjungi situs ini